كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

كأنّما بين أعلاه وأسفلِه ... رَيْطٌ منشَّرةٌ أو ضوءُ مِصباحِ
ويقال: هذا خالٌ حَسَنُ البرق. والهَيْدَب من السحاب: الذي تراه كأنّ عليه هُدْبا أو خَمْلا.
كأنّ تَواليَه بالمَلا ... سفائنُ أعَجَم ما يَحْنَ رِيفا
تَواليه: مآخيره، أي بعد ما تَوالَى منه أي يَتبع بعضُه بعضا. وقوله: ما يَحْنَ ريفا، أي امتَحْن من الريف، أي اشتَرَيْن من موضع الرِّف (¬1). والمَلا: موضع (¬2).
أَرِقْتُ له مِثلَ لَمْعِ البَشيـ ... ـرِ يقلِّب بالكفّ فَرْضا خَفيفا
يقول: أرِقت لهذا البرق وهو يلمع مِثلَ لَمْعِ البشَير بالكفّ، فَرْضا أي تُرْسا (¬3). والبَشِير الّذى يبشّرك، إذا أَقبَل حرّك تُرْسَه، أي اعلَموا أنّي غنمتُ.
فأَقبَلَ منه طِوالُ الذُّرَا ... كأنّ عليهنّ (¬4) بَيْعا جَزِيفا
أي أُخِذَتْ (¬5) له جِزافا غيرَ كَيْل فأُوقِرَتْ له كما يريد، يعني بذلك أن السحاب ثقيل.
وأقبَل أي أستَقبَل (¬6).
¬__________
(¬1) في شرح أشعار الهذليين في تفسير الريف في هذا البيت أنه الساحل وحيث يكون الخصب.
(¬2) ورد في الملا عدّة أقوال: منها أنه مدافع السبعان، والسبعان واد لطىّ يجيء بين الجبلين. والأصيفر في أسفل هذا الوادى، وأعلاه الملا (ياقوت) وقيل: ان الملا مستوى من الأرض.
(¬3) في شرح أشعار الهذليين ص 43 طبع أوربا عدّة أقوال في تفسير الفرض، فمنها أنه الترس كما هنا؛ وقيل العود؛ وقيل القدح؛ وقيل الخرقة. قال: والعود أجود. وقال الأصمعى عن بعض أعراب هذيل "ثوب".
(¬4) عليهن أي على السفن المشبه بها السحاب، أو على الإبل قولان في ذلك. انظر شرح أشعار الهذليين.
(¬5) أخذت وأوقرت أي الأحمال. وعبارة شرح أشعار الهذليين أخذ ... فأوقرت الخ. فحذف التاء في الأولى وأثبتها في الثانية.
(¬6) عبارة السكرى "فأقبل منه" من المقابلة لا من الإقبال"

الصفحة 69