كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

وأَقبَلَ مَرًّا إلى مِجْدل ... سِياقَ المقيَّد يمشى رَسِيفا
سِياقَ المقيَّد، أي هو يمشى الرَّسيف. والرَّسيف: أن تقيّد الدابة فتُقاربَ الخَطوَ. فيقال عند ذلك: مرّ يَرْسُف في قيْده. ومَرّ ومِجْدَل: موضعان (¬1).
ولمّا رأى العَمْقَ قُدّامَه ... ولمّا رأى عَمَرا والمُنِيفا
العَمْق وعَمَر والمُنيف: بُلدان (¬2).
أَسالَ من اللّيل أشجانَه ... كأنّ ظواهرَه كنّ جُوفَا
الأشجان: طرائقُ في الغِلَظ. وقوله: ظواهره كنّ جُوفا، أي كأن ما ظهر منه من الأشجان من كثرة الماء. يقول: كأنّ ما ارتفع من الأرض كان وادياً من كثرة ما حَمَل من الماء (¬3).
وذَاك السِّطاعُ خِلافَ النِّجا (¬4) ... ءِ تَحسبه ذا طِلاءٍ نَتيفا
¬__________
(¬1) في ياقوت أن مر الظهران موضع على مرحلة من مكة؛ ولم يرد فيه تعيين لمجدل، غير أنه ضبطه بفتح الميم؛ وضبطناه بكسرها عن القاموس. ويريد بقوله: "وأقبل مرا" أن السحاب استقبل هذا الموضع. قال في شرح أشعار الهذليين: أقبل استقبل، من قوله عز وجل: (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم).
(¬2) العمق: واد من أودية الطائف. وعمر: جبل في بلاد هذيل (ياقوت). والمنيف: جبل يصب في مسيل مكة كما في تاج العروس مادة "ناف" ولم يعين ياقوت المنيف المقصود في هذا البيت وإن كان قد عين غيره مسمى بهذا الأسم.
(¬3) عبارة الجمحيّ: واحد الأشجان شجن، وهي المسايل، كأن ظواهره أودية من كثرة السيل. يقول: صرن بطونا (انظر شرح السكرى).
(¬4) النجاء: السحاب، الواحد نجو، وهو الذي قد هراق ماءه. وقيل هو السحاب أوّل ما ينشأ.

الصفحة 70