فلّما جَزَمتُ به قِربتى ... تَيمّمتُ أَطرِقةً أوِ خَلِيفا
يقال جَزَم فلانُ قِربتَه إذا ملأها؛ وجَزَم إناءَه إذا ملأه. وأَطرِقة: جمعُ طريق. والخَلِيف: طريق وراء جَبل أو خَلْفَ وادٍ، جمعه خُلُف وأَخلِفة.
معى صاحب داجِنٌ بالعَزاةِ ... ولم يك في القوم وَغْلا ضعيفا
الدّاجن: المعاود مرّة بعد مرّة. ودَجَنَ يَدْجُن دُجونا. يقول: قد دَجَن فيها كما يَدْجُن البعير في النَّوى. ودَجَن ورَجَن سواء. والوَغْل: النَّذْل. "والغَزاة ها هنا (¬1) في معنى الغَزْو؛ لأنّها المرّة (¬2)؛ وقد أخطأ فيها".
ويَعْدو كعَدْو كُدُرٍّ تَرى (¬3) ... بفائله ونَساهُ نُسوفا
قوله: ويَعْدو، قال أبو سعيد: إنما قال يعدو لأنّ هُذَيلا ليسوا بأصحاب دوابَّ، إنّما هل رَجّالة. والكُدُرّ: الغليظ، يقال: حمار كُدرّ وكُنْدُر وكُنادِر. والفائل: عِرْق يَجرِى في الوَرِك فَيستبطِن الفَخِذ إلى الساق. والنُّسوف: آثارٌ من عَضّ، واحدها نَسْف، وهو الأَخْذ بمقدَّم الفم.
¬__________
(¬1) وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامين في الأصل ضمن شرح البيت الآتى، وهو خطأ من الناسخ والصواب وضعها هنا.
(¬2) لأنها المرة تعليل لدعواه بعد أن الشاعر قد أخطأ في استعمال لفظ الغزاة هنا. والذي وجدناه في كتب اللغة أن الغزاة اسم من غزوت العدو. قال ثعلب: إذا قيل غزاة فهو عمل سنة، وإذا قيل غزوة فهى المرة الواحدة من الغزو، ولا يطرد. (مستدرك التاج واللسان).
(¬3) روى صدر هذا البيت "كعدو أقب رباع ترى" الخ شرح أشعار الهذليين.