كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

أم لا سبيلَ إلى الشّبابِ، وذِكرُه ... أَشهَى إليّ من الرّحيق السَّلْسَل
قال ابن دُرَيْد: وذِكرُه وذِكرِه بالضم والكسر. " الرحيق: اسم الخمر. والرَّحيق: اسمٌ يقع علي الخمر (¬1) ". والسَّلْسَل: السهل في الحَلْق السَّلِس.
ذهب الشبابُ وفات منِّى ما مضى ... ونضا زُهَيْر كرِيهتى وتبطُّلى
نَضا: انسَلخ. وكريهتُه: شدّته، ورجلَ ذو كريهة، أي شِدّة. وسيف ذو كريهة أي ماضٍ على الضرائب الشِّداد.
وصَحَوتُ عن ذكر الغوانى وانتهَى ... عُمُرِى وأَنكرتُ الغَداةَ تقتُّلِى
وانتهى عمرى، يقول: بلغ عُمُرِى نهايتَه. تقتُّلى، أي تكسُّرى وتغنُّجى.
أزهير إن يَشِب القَذالُ فإِنّنى ... رُبَ هَيْضَلٍ مَرِسٍ لَفَفْتُ بهَيْضَلِ
ويُروَى: لَجِبٍ. يقول: يا زُهَيْرة، إنْ يَشِب القَذالُ وهو ما بين الأُذُنين والقفا. والهَيْضَل والهَيْضَلة واحد، وهم الجماعة من الناس يُغْزَى بهم. مَرِسَ: ذو مَراسة (¬2) وشدّة:
فلَففْت بينهمُ لغير هَوادةٍ ... إلّا لسَفْكٍ للدِّماء محلَّلِ
لفَفَت بينهم في الحرب: كنت رئيسا عليهم.
حتى رأيتُ دماءَهمْ تغشاهمُ ... ويُفَلّ سَيفٌ بينهم (¬3) لَم يُسْلَل
¬__________
(¬1) لا يخفى ما في العبارتين من التكرار.
(¬2) أراد بالمراسة هنا شدّة المعاجلة في الحرب.
(¬3) ويفل سيف الخ، يريد أن سيوف أعدائه تفل وهي في أغمادها قبل أن تسل خوفا ورعبا.

الصفحة 89