كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

سُجَراء نفسى، قالوا سَجِير الرجل صفيُّه وخاصّتُه، وأنشد أبو سعيد:
* وأنت صَفِىُّ نفسِه وسَجِيرُها (¬1) *
"والواحد (¬2) سَجِير (2) ". وقوله: ولا هُلْكِ المَفارِش، ليس أمّهاتُهم أمّهاتِ سوء. والهَلوك، هي الّتي تتساقط على زوْجها وتَغَنَّج.
لا يُجْفِلون عن المُضاف ولو رأَوا ... أُولَى الوَعاوِعِ كالغَطاطِ المقبِلِ
لا يُجْفِلون: لا يَنْكشفون. والمُضاف: المُلْجأ. وقوله: أولَى الوَعاوِع أي أوْل من يُغيث (¬3) من المقاتِلة. يقول: إذا رأَوْا أعدائهم يَحمِلون عليهم كما يبدو الغَطاط (¬4) لم يُجْفِلوا عن ثغرهم وقاتَلوا عنه. والوَعاوِع: جمع وَعْوَاعَة (¬5).
يتعطّفون على البطئ تعطُّفَ الـ ... ـعُوِذ المَطافِلِ في مُناخِ المَعقِلِ
العُوذ: جمع عائذ، وهي الّتى معها ولد صغير. قال: والمَطافِل الّلاتى معهنّ أطفال لهن (¬6) (أولاد صغار). والمَعقِل: الحِرْز الذي يأوون إليه فيكون لهم حِرْزا. فيقول: هؤلاء القومُ يتعطّفون على جَرحاهم وقَتلاهم كما تتعطّف العُوذ.
¬__________
(¬1) هذا عجز بيت من قصيدة لخالد بن زهير يخاطب بها أبا ذؤيب، وصدره:
تنقذتها من عبد وهب بن جابر ... وأنت صفى. . . . . . . . الخ
وفى رواية * وأنت صفى النفس منه وخيرها *
(¬2) يلاحظ أن معنى هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين يستفاد مما سبق.
(¬3) في الأصل: "يعبث" بالعين المهملة؛ وهو تحريف. والتصويب عن كتب اللغة.
(¬4) قد سبق التعريف بالغطاط في الحاشية رقم 1 من صفحة 25 عند قول المتنخل:
وماء قد وردت أميم طام ... على أرجائه زجل الغطاط
فانظره ثم.
(¬5) صوابه جمع "وعواع" إذ لم نجد الوعوعة إلا بمعنى صوت الذئب والكلب. والوعاوع في البيت أصله وعاويع فحذف الياء للضرورة قاله ابن سيده اللسان والقاموس مادة (وعع).
(¬6) في الأصل "وهن"؛ وهو تحريف صوابه ما أثبتنا.

الصفحة 91