ولقد سَرَيتُ على الظَّلام بمغْشَمٍ ... جَلْدٍ من الفِتْيان غيرِ مُهَبَّلِ (¬1)
الْمِغشَم: الذي يَغْشِم الناسَ ويَظلمُهم ولا يتخاجَأ (¬2) عن شيء. والمهبَّل: الكثير اللحم (¬3).
ممّا (¬4) حَمَلْن به وهنّ عَواقِدٌ ... حُبُكَ الثّيابِ فشَبَّ غيرَ مثقَّلِ (¬5)
ويُروَى "حُبُكَ النِّطاق"، يقول: حَملتْ به أمّه وهى فَزِعة، وكانوا يقولون: إذا حَملت المرأةُ وهي فَزِعة فجاءت بغلام جاءت به لا يطاق.
قال أبو سعيد: وكانت العرب تقول: من حَملتْ به أمُّه وهي فَزِعةُ جاء مفزِّعا فقال: "حملت به" وقد تَحزّمتْ للهَرَب فجاء هكذا. والحُبُك: كلُّ ما حُزِم به شيء فهو حِباك.
حَملَت به في ليلةٍ مَزْءودةٍ ... كَرْها وعَقْدُ نِطاقِها لَم يُحلَلِ
كان أبو عبيدة يَنصِب مزءودة، والأصمعيّ يجرّها، يجعل الزّؤدَ للّيلة. ومزءودة: فَزِعة. يقول: أكرِهتْ فلم تَحُلَّ نِطاقَها، قال الأصمعىّ: وحدّثنى عيسى بنُ عمرَ قال: أنشدتُ هذا البيتَ خيرَ بنَ حبيبٍ فقال: قاتله الله، يَغْشِمُها (¬6) قبل أن تَحُلَّ نِطاقَها.
فأتت به حُوشَ الجَنان مبطَّنا ... سُهُدا إذا ما نام لَيْلُ الهَوْجَل
¬__________
(¬1) في رواية "غير مثقل".
(¬2) ولا يتخاجأ عن شيء، أي لا يتباطأ.
(¬3) زيد في كتب اللغة (المتورم الوجه).
(¬4) مما، أي هو من الحمل الذي حملن به الخ. وفي رواية "ممن" انظر خزانة الأدب ج 3 ص 466.
(¬5) في رواية "غير مهبل".
(¬6) يغشمها: يغصبها.