كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 2)

متكوِّرين على المَعارِى بينهمْ ... ضَرْبٌ كتَعْطاط المَزاد الأَنْجَلِ
متكوِّرِين، أي بعضُهم على بعضَ، على المَعارِي، وهي السَّوْءات (¬1). يقول: سقطوا عليها حين ضُرِبوا. والأَنْجَل: الواسع، مِثل طَعْنة نَجْلاء أي واسعة.
نَغْدو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوَى ... ونُمِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ
ابن دُرَيد "من لم نَقْتُل". نُمِرّ، يقول: نُوثِق. والعَرَقة: حبلٌ مضفور مِثلُ ضَفْر النِّسْعة. ويقال: السَّفيف (¬2) (الزَّنْبيل)، للواحد منه عَرَقة.
ولقد رَبَأتُ إذا الرجاُل تَواكَلوا ... حَمَّ الظَّهيرة في اليَفاعِ الأَطْوَلِ
ربَأْتُ، يقول: كنتُ ربيئةً لهم. وحَمُّ الظَّهيرة: مُعْظَمُها.
في رأسِ مُشرِفةِ القَذالِ كأنّما ... أَطْرُ السَّحاب (¬3) بها بَياضُ الِمْجدَلِ
قال: إنما هذا مَثَل. يقول: لها عُنُق مُشْرِف، وإنّما يَعنِي هَضْبة والمِجْدَل: القَصْر، والمَجادِل للجَمْع.
وعَلَوْتُ مُرْتَبِئا على مَرْهوبةٍ ... حَصّاءَ ليس رقيبُها في مَثْمِلِ
¬__________
(¬1) ورد فى اللسان (مادة عرى) في تفسير المعارى أنها مبادى العظام حيث ترى من اللحم؛ وقيل هي الوجه واليدان والرجلان؛ وأنشد هذا البيت. وتعطاط: من العط، وهو الشق.
(¬2) ويقال: السفيف، أي ويقال في معنى العرق إنه السفيف أي الزنبيل، كما ورد في كتب اللغة في بعض الأقوال؛ ففى كلام الشارح حذف إذ لم يذكر العرق بدون هاء.
(¬3) أطر السحاب، أي مأطوره، فهو مصدر بمعنى المفعول. والأطر: الاعوجاج، يريد ما تعطف من السحاب على هذه الهضبة.

الصفحة 96