كتاب سنن أبي داود - ت الأرنؤوط (اسم الجزء: 2)

١٠٨ - باب ما يؤمر المصلي أن يدرأ عن الممر بين يديه
٦٩٧ - حدَثنا القَعنَبىُّ، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدري
عن أبي سعيد الخُدري، أن رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم -قال: "إذا كان أحدُكم يُصلِّي فلا يَدَعْ أحداً يَمُرُّ بين يَدَيهِ، وليَدرَأهُ ما استطاع، فإن أبى فليُقاتِلْهُ، فإنَّما هو شيطانٌ" (¬١).
٦٩٨ - حدثنا محمد بن العلاء، حدَّثنا أبو خالد، عن ابن عَجلان، عن زيد ابن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخُدْري
عن أبيه قال: قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلَّى أحدُكم فليُصَلِّ إلى سُتْرةِ، وليَدْنُ منها" ثم ساق معناه (¬٢).
---------------
(¬١) إسناده صحيح. القعنبي: هو عبد الله بن مسلمة. وهو في "موطا مالك"١/ ١٥٤، ومن طريقه أخرجه مسلم (٥٠٥) (٢٥٨)،
والنسائي في "الكبرى" (٨٣٥).
وهو في "مسند أحمد" (١١٢٩٩)، و"صحيح ابن حبان" (٢٣٦٧) و (٢٣٦٨). وأخرجه النسائي (٧٠٣٨) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وفيه قصة. وانظر ما سيأتي بالأرقام (٦٩٨ - ٧٠٠).
قال أبو عمر في: "التمهيد" ٤/ ١٨٩: معنى وليدرأه: يدفعه ويمنعه عن المرور بين يديه. قال النووي: وهذا الدفع أمر ندب، وهو أمر متأكد، ولا أعلم أحداً أوجبه، بل صرح أصحابنا وغيرهم بأنه مندوب غير واجب.
وقال الحافظ في"الفتح" ١/ ٥٨٤: واستنبط ابن أبي جمرة من قوله: "فإنما هو شيطان" أن المراد بقوله: "فليقاتله": المدافعة اللطيفة، لا حقيقة القتال، لأن مقاتلة الشيطان إنما هي بالاستعاذة والتستر عنه بالتسمية ونحوها. وانظر"التمهيد" ٤/ ١٨٩ لابن عبد البر.
(¬٢) إسناده قوي من أجل ابن عجلان. أبو خالد: هو سليمان بن حيان الأحمر. =

الصفحة 29