كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 2)

-وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ [المتوفى: 11 ه]
قِيلَ: إِنَّهُ أَسْلَمَ قَدِيمًا، لَكِنْ لَمْ يسمع له بمشهد قبل، جُرِحَ يَوْمَ الطَّائِفِ. رَمَاهُ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ أَبُو مِحْجَنٍ الثَّقَفِيُّ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَأَلَّمُ مِنْهُ، ثُمَّ اندمل الجرح، ثم إنه انتقض عَلَيْهِ. وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُمَرُ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخُوهُ. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ.
وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي كَانَ يَأْتِي بالطعام وبأخبار قرش إِلَى الْغَارِ تِلْكَ اللَّيَالِيَ الثَّلَاثَ.
-عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ أَبُو مِحْصَنٍ [المتوفى: 11 ه]
مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ فِي حَدِيثِ " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ". وَهُوَ أَيْضًا بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةِ الْغَمْرِ فَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا.
وَيُرْوَى عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُكَّاشَةُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ بِبُزَاخَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ.
كَذَا رُوِيَ أَنَّ بُزَاخَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا سَنَةُ إِحْدَى عَشْرَةَ، قَتَلَهُ طُلَيْحَةُ الَأسَدِيُّ.
وَقَدْ أَبْلَى عُكَّاشَةُ يَوْمَ بَدْرٍ بَلَاءً حَسَنًا، وَانْكَسَرَ فِي يَدِهِ سَيْفٌ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْجُونًا أَوْ عُودًا فَعَادَ سَيْفًا، فَقَاتَلَ بِهِ، ثم -[35]- شَهِدَ بِهِ الْمَشَاهِدِ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ.

الصفحة 34