كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 2)

-مَعْنُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ الْأَنْصَارِيُّ، [المتوفى: 12 ه]
أَحَدُ حُلَفَاءِ بَنِي مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ أَحَدُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَكَانَ يَكْتُبُ الْعَرَبِيَّةَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَلَهُ عَقِبُ الْيَوْمِ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - أَنَّ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ أَحَدُ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَهُمَا يُرِيدَانِ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمْ، وَاقْضُوا أَمْرَكُمْ.
وَقَالَ عُرْوَةُ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّاسَ بَكَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: لَيْتَنَا مِتْنَا قَبْلَهُ؛ نَخْشَى أَنْ نُفْتَتَنَ بَعْدَهُ!
فَقَالَ مَعْنٌ: لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي مِتُّ قَبْلَهُ حَتَّى أُصَدِّقَهُ مَيْتًا كَمَا أُصَدِّقَهُ حَيًّا! فَقُتِلَ يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ.
-عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الله بن أبي بن مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ - الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْحُبْلَى؛ لِعِظَمِ بَطْنِهِ - بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ الْأَنْصَارِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَلُولٍ. [المتوفى: 12 ه]
وَهِيَ أُمُّ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَتْ خُزَاعِيَّةً. وَأَبُوهُ الْمُنَافِقُ الْمَشْهُورُ.
كَانَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ اسْمُهُ الْحُبَابُ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى أَبُوهُ. فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ. شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا.
وَذَكَرَ ابن منده أن أنفه أصيبت يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ.
وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَدَرْتُ ثَنِيَّتَيْ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَّخِذَ ثَنُيَّةً مِنْ ذَهَبٍ. وَهَذَا أَثْبَتُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَنْدَه.
استشهد يوم اليمامة رحمه الله.
-خ د: ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيُّ، [المتوفى: 12 ه]
مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ -[45]- الْخَزْرَجِ.
لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَكَانَ أَمِيرَ الْأَنْصَارِ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ كَمَا ذَكَرْنَا.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: بِئْسَمَا عَوَّدْتُمْ أَنْفُسَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ! ثُمَّ قَاتَلَ حتى قتل، وزحف المسلمون حتى ألجؤوهم إِلَى الْحُدَيْقةِ وَفِيهَا مُسَيْلِمَةُ عَدُوُّ اللَّهِ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ، فَاحْتَمَلَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ عَلَى الْجِدَارِ اقْتَحَمَ إِلَيْهِمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَح الْحَدِيقَةَ لِلْمُسْلِمِينَ.

الصفحة 44