كتاب تفسير العثيمين: النساء (اسم الجزء: 2)

طالب العلم، بل طالب العلم هو الذي يفرغ نفسه تمامًا لطلب العلم.
٦ - إثبات اسمين من أسماء الله وهما: الغفور، والرحيم، وما تضمناه من صفة.
* * *

* قال الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (١٠١)} [النساء: ١٠١].
{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} الخطاب في قوله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ} للناس جميعًا، ويدخل فيه - بالأولى - المؤمنون؛ لأنهم هم الذين يخاطبون بالتكاليف الشرعية.
وقوله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} الضرب في الأرض هو: السفر فيها، وسمي ضربًا لأن الإنسان لا يخلو من أن يكون معه راحلة تحتاج إلى الضرب، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه" (¬١)، وحمله بعض العلماء على أنه كثير الأسفار.
وقوله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} لم يقيده الله عزّ وجل بكون هذا الضرب مشروعًا أو مباحًا أو مكروهًا أو محرمًا.
وقوله: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} الجناح يعني: الإثم.
وقوله: {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} زعم بعضهم أن {مِنَ} هنا
---------------
(¬١) رواه مسلم، كتاب الطلاق، باب المطلقة ثلاثًا لا نفقة لها، حديث رقم (١٤٨٠).

الصفحة 130