كتاب تفسير العثيمين: النساء (اسم الجزء: 2)

كتاب الجنائز، حين ذكروا السلام على المقابر تطرقوا إلى السلام على الأحياء، وفي كتب الآداب أيضًا شيء كثير من هذا.
٨ - أن الله عزّ وجل حسيب على كل شيء، يعني: أنه يحاسب كل من عمل عملًا بما يقتضيه عمله، وهذا على أحد القولين في حسيبًا، وعلى القول الثاني: أنه كافٍ من توكل عليه.
٩ - التحذير من عدم رد التحية بمثلها أو أحسن، يؤخذ من قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} يعني: فاحذر أن تتعرض لمحاسبة الله عزّ وجل.
* * *

* قال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (٨٧)} [النساء: ٨٧].
أولًا: الإعراب:
الإسم الكريم {اللَّهُ} مبتدأ، وجملة {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} خبر المبتدأ، و {إِلَهَ} اسم لا، وخبرها محذوف تقديره "حق"، و {هُوَ} الواقع بعد {إِلَّا} بدل من الخبر المحذوف، وهذا أحسن ما قيل في إعرابها.
وقوله: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} اللام: واقعة في جواب قسم مقدر والتقدير: والله! {لَيَجْمَعَنَّكُمْ}، وعليه فتكون هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات، وهي: القسم المقدر، واللام، ونون التوكيد.
وقوله: {لَا رَيْبَ فِيهِ} هذه: {لَا} النافية للجنس، واسمها قوله: {رَيْبَ}، وخبرها قوله: {فِيهِ}.
وهل النفي هنا بمعنى الطلب؟ أي: لا ترتب فيه، أو هو

الصفحة 42