كتاب تفسير العثيمين: النساء (اسم الجزء: 2)

قوله: {وَفَضْلٍ} أي: زائد على ما يستحقونه من الثواب والأجور.
وقوله: {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} فذكر الله تعالى لـ {الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ} ثمرتين عظيمتين:
الثمرة الأولى: أن يدخلهم الله في الرحمة والفضل.
والثانية: أن {يَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} أي: يدلهم. وهذا يدل على أن الإيمان والإعتصام بالله سبب لزيادة العلم، وهو واضح، ودلت عليه نصوص أخرى، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (١٧)} [محمد: ١٧] , وقوله: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: ٣١].
وقوله: {صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} فيها قراءتان: الأولى: بالسين، والثانية: بالصاد؛ لأن السين والصاد تتناوبان لقرب مخرجيهما.
وقوله: {صِرَاطًا} الصراط هو: الطريق الواسع السهل، وأصل ذلك من قولهم: زرط اللقمة، إذا ابتلعها بسرعة، وصرطها كلها، ومعناها واحد.
وقوله: {مُسْتَقِيمًا} ضد المعوج، والإعوجاج تارة يكون اعوجاجًا طلوعًا ونزولًا، وتارة يكون اعوجاجًا يمينًا وشمالًا، وصراط الله عزّ وجل مستقيم ليس فيه يمين ولا شمال، وليس فيه طلوع ولا نزول؛ لأنه سهل.

من فوائد الآية الكريمة:
١ - فضيلة الإيمان بالله والتوكل عليه، ووجه ذلك أنه وعدهم بأنه يدخلهم في رحمة منه.
٢ - أن من آمن واعتصم بالله فإنه سوف ينال الرحمة

الصفحة 533