كتاب تفسير العثيمين: النساء (اسم الجزء: 2)

٢ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يشكل عليه بعض الشيء فيفتي الله به؛ لقوله: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} ولم يقل: فأفتني فأفتهم.
٣ - إطلاق الإفتاء على الله، لقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}، وهذا فعل من الأفعال، وإن كان هو قولًا، فهل يجوز أن نشتق من ذلك اسمًا لله فنقول: المفتي؟
الجواب: لا، لكن يجوز أن نشتق منه وصفًا؛ لأن الوصف أوسع وأعم.
٤ - أن ترتيب الآيات توقيفي، ووجه ذلك: أن هذه الآية لها صلة بآيات المواريث التي في أول السورة، ولو كان اجتهاديًا لكان مقتضى الإجتهاد أن تربط مع أخواتها، وأن تذكر هناك، لكن لما كان ترتيب القرآن توقيفيًا في آياته صار محلها هنا، ونظير ذلك قوله تبارك وتعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (٢٣٩) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} [البقرة: ٢٣٨ - ٢٤٠] فهاتان الآيتان ذكرتا في سياق آيات العدد؛ لأن ترتيب الآيات من عند الله عزّ وجل، أو من عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس للرأي فيه مجال.
٥ - أنه إذا هلك هالك لا ولد له، ولا أب له، وله أخت فلها النصف، لقوله تعالى: {فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} فإن كان له ولد نظرنا: إن كان الولد ذكرًا سقطت الأخت، وإن كان أنثى أخذت فرضها والباقي للأخت.
مثال الأول: لو هلك هالك عن أخت شقيقة وابن، فالمال للإبن، وليس لها شيء معه.

الصفحة 540