كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)

قال أبو عبد الله: فالرحمة والحق لهما شأنٌ في الموقف يومئذ، الحق يقتضي الخلق عبودته، والرحمة تشتمل على من وفى بالعبودة له، فتصير وقايته من جميع هول ذلك اليوم ووباله، فمن طالبه الحق بالعبودة، ولم تدركه الرحمة، فقد هلك، (ومن طالبه الحق بالعبودة، فوجده قد وفى، نجا بلا حساب ولا عذاب، وهو المسلم)، ومن طالبه الحق بالعبودة، فوجده لم يف بشيء منها، فقد هلك، وهو الكافر، ومن طالبه الحق بالعبودة، فوجده وفى ببعضها، وضيع بعضها، ثم تاب، أنقذته الرحمة بالتوبة، ومن وجده لم يتب، فهو موقوف على هول عظيم، وعذاب شديد إلى حلول الرحمة به، فتأخذه من الحق بعد أن ينتقم الحق منه ملياً، وهو الظالم.
فكان من شأن عمر رضي الله عنه القيام بالحق، فكان الغالب على قلبه عظمة الله وجلاله، وهيبته، فكان الحق معتمله حتى يقوم بأمر الله، ويحاسب

الصفحة 14