كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
قال أبو عبد الله: فاللفظان يرجعان إلى معنى واحد، وذلك أن كل من كان سلطان قلبه الحق، فغضبه للحق عزٌّ للدين، ورضاه عدلٌ؛ لأن الحق هو عدل الله، فرضاه بالحق عدلٌ منه على أهل ملته.
وقوله: ((رضاه حكمٌ)): إذا رضي عمر، فكأن الحق قد رضي؛ فإن الخصومة والطلب يوم القيامة للحق، فمن أخذه، فأخذه حكم، ليس لأحد من الملائكة، ولا للرسل معارضةٌ، فمن كان الحق مستولياً على قلبه، فهو على هذه الصفة إذا غضب، غضب للحق، وإذا رضي، رضي من أجل الحق، فلذلك [كان] غضبه للحق عزاً، ورضاه حكماً وعدلاً؛ لأن الغالب على قلب عمر رضي الله عنه الحق، ونوره، وسلطانه.
ومما يحقق ذلك من شأنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أرحم أمتي بأمتي: أبو بكرٍ، وأقواهم في دين الله: عمر)).