كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)

فإنما القوة من أجل أن على القلب سلطانه.
فكان أبو بكر من شأنه القيام براعية تدبير الله، ومراقبة صنعه في الأمور والأشياء، حتى يدور مع الله في تدبيره، وكان مستعملاً بالتدبير، وعمر مستعملاً بالحق، فمن شأن أبي بكر العطف، والرحمة، والرأفة، واللين. ومن شأن عمر الشدة، والقوة، والصلابة، والصرامة.
فلذلك شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: أبا بكر بإبراهيم من الرسل، وبميكائيل من الملائكة، وشبه عمر بنوح من الرسل، وبجبرائيل من الملائكة، فابتدأ الله المؤمنين بالرحمة، ورزقهم الإيمان، ثم اقتضاهم حقه، فشرع لهم الشريعة، واستهداهم القيام بذلك، فمن وفى له بالقيام بذلك، فقد أرضى الحق.
فأبو بكر مع المبتدأ، وهو الإيمان، وعمر مع الذي يتلوه، وهو الحق، وهو الشريعة؛ لأن من حق الله على عباده: أن يوحدوه، فإذا وحدوه، فمن حقه عليهم، أن يعبدوه بما أمرهم به، ونهاهم عنه.
ولذلك:
ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((أمرت أن أؤول الرؤيا على أبي بكرٍ، وأمرت أن أقرأ القرآن على عمر)).

الصفحة 19