كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
إلا الله مرةً واحدةً في دار الدنيا، في جميع عمره، صدقاً من قلبه، ثم لم يوجد له مثقال خردلةٍ من خيرٍ، إلا وتأخذه من النار، ولو بعد مقدار عمر الدنيا.
وكذلك: جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الشفاعة: ((إذا انقضت شفاعة الرسل، والملائكة، والأنبياء، والمؤمنين، جاء محمدٌ صلى الله عليه وسلم شافعاً في المرة الرابعة، فيسأل عمن قال: لا إله إلا الله، فيقول الله تعالى: إنها ليست لك، ولا لأحدٍ من خلقي، فتجيء الرحمة من وراء الحجاب، فتقول: يا رب! منك بدأت، وإليك أعود، فشفعني فيمن قال: لا إله إلا الله مرةً واحدةً، فتجاب إلى ذلك)).
فإنما أعطاهم قول لا إله إلا الله بالرحمة، ثم لم تتركهم تلك الرحمة حتى تأخذهم من الحق، وانتقامه منهم بالنار.
فأما ما ذكرنا من شأن درجتي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكشف ذلك من الأخبار المتواترة عن درجتيهما:
262 - فحدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن محمدٍ،