كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)

ماتت منها الشهوات، وقاربت القلب في الصدر في العبودة، ولو كانت نفس شهوانية بطالة لم تستحق أن ينظر إلى ما يحيك فيها، وإلى ما يطمئن، فالنفوس البطالة تطمئن إلى الجهل، ولا يحيك فيها الحق، والخير، ويستقر فيها الشر والباطل.
ولكن لما ذكر النفس، فقال: ((البر ما اطمأن القلب والنفس إليه))، علمنا أنه عنى هذه النفوس التي راضها أهلها، وأدبوها حتى قارنت القلب في سعيها وصدقها.
271 - حدثنا صالح بن محمدٍ، قال: حدثنا زافر ابن سليمان، عن عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه، قال: أتى رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أفتنا بأشياء إن ابتلينا بالبقاء بعدك. فقال له: ((تفتيك نفسك)). فقال: وكيف تفتيني نفسي؟ قال: ((ضع يدك على صدرك، فإنه يسكن للحلال، ويضطرب من الحرام، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وإن أفتاك المفتون، إن المؤمن يذر الصغير مخافة أن يقع في الكبير)).

الصفحة 40