كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
قال أبو عبد الله: فالإكرام غذاء الآدمي، فإذا غذي الطفل بالخبز اليابس، فهو مقبول، والتارك لتدبير الله في خلقه غير مستقيم سبيله، فقد دبر الله الأحوال لعبيده، غنىً وفقراً، وعزاً وذلاً، ورفعةً وضعةً، في هذه الدنيا بالابتلاء؛ ليبلوهم: أيهم يشكر على العطاء، وأيهم يصبر على المنع، وأيهم يقنع بما أوتي، وأيهم يسخط؟ ثم ينقلهم إلى الآخرة، فذلك يوم الجزاء قد انقطعت الأحوال التي دبرها لهم للابتلاء، وجاءت أحوال الجزاء.
فالعاقل عن الله: يعاشر أهل دنياه على ما دبر الله لهم، فهذا الموافق لله.
فالغني: قد عوده الله النعمة، وهي منه كرامة، لا كرامة ثواب، ولكن كرامة ابتلاءٍ، وكذلك سماه في تنزيله فقال: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن. وأما إذا ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول