كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)

ووضع له سريره، وبرز أهل مملكته له، وجاءه الرجلان صاحبا سنطور حتى قاما بين يديه، فقالا له: اتق الله، فإنكم تعملون بمعاصي الله، وتنتهكون حرم الله، مع ما شاء الله أن يقولا، فأسف الملك، وهم بقتلهما، فقام إليه نفر من أهل مملكته، فقالوا: هذا يوم لا نهريق فيه دماً، ولقد ظفرت بصاحبيك، فإن أحببت أن تحبسهما حتى يذهب عيدنا، ثم ترى فيهما رأيك، فحبسهما، وضرب على أذنه بالنسيان عنهما، حتى قدم سنطور، فسأل عنهما، فأخبروه بشأنهما، وأنهما محبوسان في السجن، فدخل عليهما، فقال لهما: ألم أقل لكما: ارفقا، ولا تخرقا، ولا تستبطئاني في شيء؟! وهل تدرون ما مثلكما؟ مثلكما مثل امرأة لم تصب ولداً حتى دخلت في السن، فأصابت بعدما دخلت في السن ولداً، فأحبت أن تعجل شبابه؛ لتنتفع به، فحملت على معدته ما لا يطيق، فقتلته.
ثم قال سنطور: لا تستبطئاني في شيء، فانطلق حتى أتى باب الملك، وكان الملك إذا جلس للناس وضع سريره، وجلس الناس بين يديه

الصفحة 507