كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)

سماطين، وكانوا إذا ابتلوا بشيء من حلال أو حرام، رفعوه إلى الملك لينظر فيه، ويسأل عنه من يليه في مجلسه، ويسأل القوم بعضهم بعضاً، حتى تنتهي المسألة إلى أقصاهم، وجاء سنطور حتى جلس في أقصاهم.
فلما انتقلت المسألة إليه، وقد ردوا على الملك جواب من أجابه، وردوا عليه جواب سنطور، فسمع شيئاً عليه النور، وحلا في مسامعه، فقال: من صاحب هذا القول؟ فقال: الرجل الذي في أقصاهم، فقال: علي به، فأتي به فقال: أنت القائل كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فما كذا وكذا؟ قال: هو كذا وكذا، فجعل لا يسأله عن شيء إلا فسره له، فقال: عندك هذا العلم، وتجلس في آخر القوم؟! ضعوا له إلى جنب سريري مجلساً، ثم قال له: إن أتاك نبي، فلا تقم له، ثم أقبل على سنطور، وترك الناس، وجعل لا يرد عليه شيء إلا سأله عنه، وأخذ به، فلما عرف سنطور أن منزلته قد ثبتت عنده، قال: لأختبرنه، قال: أيها الملك! رجل بعيد الدار، ضائع الضيعة، فإن أحببت أن تقضي حاجتك مني، وتأذن لي، فأنصرف إلى أهلي؟ فقال الملك: يا سنطور! ما إلى ذلك سبيل؟ وإن أحببت أن تحمل أهلك إلينا، فلك المواساة، وإن أحببت أن تأخذ من بيت

الصفحة 508