كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)

المال حاجتك، فتبعث به إلى أهلك، فعلت، فسكت سنطور، ثم تخير يوماً مات لهم فيه ميت، فقال: أيها الملك! بلغني أن رجلين أتياك يسبان دينك، قال: فذكرهما، فقال: نعم، علي بالرجلين، فأتي بهما، فقال: يا سنطور! أنت حكمٌ فيما بيني وبينهما، ما قلت من شيء، رضيت به.
فقال: أيها الملك! هذا ميت قد مات في بني إسرائيل، فمرهما أن يدعوا ربهما أن يحييه لهما، ففي هذا آية بينة، فبعث إلى الميت، فوضع عنده، فقاما وصليا، ودعوا ربهما، فاستجاب لهما، فرد الله عليه روحه حتى تكلم، فقال: يا سنطور! أيها الملك إن هذه لآية، ولكن تأمرهما بغير هذا، تبعث إلى أهل مملكتك فتجمعهم، فتكلم آلهتك في هذين، فإن كانت آلهتنا تقدر أن تضرهما، فليس أمرهما بشيء، وإن كانت الآلهة لا تقدر أن تضرهما، وقدرا هما على أن يضرا الآلهة، فأمرهما قوي، فجمع أهل مملكته، ثم دخل القبة الذي فيه آلهته، فخر ساجداً ومن معه لآلهته، وخر سنطور ساجداً لله، وقال: اللهم إني أسجد لك، وأكيد هذه الآلهة أن لا تعبد من دونك، فقام الملك، فقال لآلهته: إن هذين يريدان أن يبدلا دينكم، ويدعوا إلى إله غيركم، فافقؤوا أعينهما، أو جذموهما، أو

الصفحة 509