كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
الرسل أحباءه وأصفياءه ونجباءه، وحجته على خلقه، ورفع مراتبهم، فمن قال لرسولٍ من الرسل مثل هذا الذي روي في هذا الحديث، فقد عابه، ومن عابه، فقد كفر بالله، وقد جعل الله إيماننا به منظوماً بإيماننا بالرسل، لا يقبله منا حتى نؤمن بالرسل، كما آمنا به، وكيف يجوز أن يقال لرسول الله: ((جعلت الآخرة تحت قدمك، والدنيا فوق رأسك))؟!
فقائل هذا لرسول من رسول الله رادٌّ على الله، والله يقول في تنزيله: {ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين}.
فسليمان من أهل هداية الله، وسماه: محسناً، وهذا يحكي: أنه قال: ((جعلت الآخرة تحت قدميك، فصرت محجوباً عن الدارين)).
وقال في آية أخرى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أوابٌ}، فهكذا تكون صفة من أثنى الله تعالى عليه في تنزيله بما أثنى، كما وصفه في هذا الحديث، ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}.