كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)

فهذا الذي زور مثل هذا الحديث: كان غنيمنا أحسبه من هؤلاء الحمقى الذين يتزهدون في الدنيا رياءً وسمعة، يريدون أن يتأكلوا هذا الحطام بسمة الزهد، ولم يعرفوا ما الزهادة، ولا معناها، ولا تفسيرها، حسبوا أن الزهادة: شتم الدنيا، وأكل النخالة، ولبس الصوف، وذم الأغنياء، ومدحة الفقراء، (وأشاروا إلى الخلق بالترك، وقلوبهم مشحونة بالشهوات، يموتون على حب الدنيا عشقاً، وعلى حب الرئاسة موتاً، وأن يقال: هذا أبو فلان نعم الرجل، هذا زاهد في الدنيا، لا يأكل إلا مضطراً، ولا يقبل من أحد شيئاً، فهو يستروح إلى هذا القول منهم، وبقوة هذا الروح يقاسي عمره شدة، فقبح الله فعل من هذا فعله في تلك العرضة من مرأى ما أوحشه! دعاه فعله ذلك إلى أن خرج على أنبياء الله ورسله، فكل من وجده منهم قد قلده الله من خزائن الدنيا حفظاً ورعاية، جرحه، وطعن فيه، وظن أن ذلك منه رغبة حتى مرق في الدين).
ومن جهله يزعم أنه قال مر عبدي لسليمان: ليس تقضي نهمةً من

الصفحة 54