كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
داود}، ثم زاده على ذلك زيادة، وهو قوله: {وقال يأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيءٍ}.
فمن ذا يقدر على وصف ما أوتي، وشرح الفضائل التي أعطاه الله؟ ولهذا قال تعالى: {إن هذا لهو الفضل المبين}. وقال: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}، وقال: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاًّ هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين}، وقال: {وإن له عندنا لزلفى وحسن مئابٍ}، وقال: {ففهمناها سليمان وكلاًّ آتينا حكماً وعلماً}.
فمن كان له في التنزيل مثل هذا، فآمن به، ثم روى مثل هذا الحديث، أليس تدل روايته على أنه من أحد هذين الصنفين، أو شيطان تمثل على صورة آدمي يغوي به الناس؟!!
ومن الحديث الذي تنكره قلوب المحققين:
ما جاء به ابن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالحٍ، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: ((أن قوم موسى -عليه الصلاة والسلام- سألوا موسى أن يسأل ربه: وأن يسمعهم كلامه، فسمعوا صوتاً كصوت الشبور: إني أنا الله لا إله إلا أنا