كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
شكراً، (وقالت فاطمة -رضي الله عنها- مثل ذلك)، فألبس الغلامان العافية، وليس عند آل محمد قليلٌ، ولا كثيرٌ، فانطلق عليٌّ رضي الله عنه، إلى شمعون بن حاريا الخيبري، وكان يهودياً، فاقترض منه ثلاثة أصوعٍ من شعير، فجاء به، فوضعه ناحية البيت.
فقامت فاطمة -رضي الله عنها- إلى صاع، فطحنته واختبزته، وصلى عليٌّ مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكينٌ، فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمدٍ، أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنة، فسمعه عليٌّ رضي الله عنه، فأنشأ يقول:
أفاطم ذات السداد واليقين ... يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين ... قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين ... يشكو إلينا جائعٌ حزين
كل امرئٍ بكسبه رهين ... من يفعل الخير يقم سمين
ويدخل الجنة أي حين ...
فأنشأت فاطمة -رضي الله عنها- تقول:
أمرك سمعٌ يا بن عم وطاعه ... ما بي من لؤمٍ ولا وضاعه