كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
مرتبةً بطول أعناقهم؛ ليشرفوا على الناس بأعناقهم، وهذا الطول عندنا في شخصهم وخيالهم، فأما نفس الخلقة بحيث خلقها الله من جنس خلق أهل الجنة، وإنما يراد من هذا الإشراف إشرافهم على الناس.
وإنما ذكر العنق للمقدار؛ لأن هناك طبقةً أعلى منهم، فزيدوا في القامة كلها، لا في العنق فقط، فذكر المؤذنين بمقدار على حسب مرتبتهم، فقيل: العنق، ولم يقل: أطول الناس قامةً، وهذا في الخيال والشخص.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصف في هذه الحياة الدنيا بصفة تدل على صحة ما قلنا، وأنه كان إذا مشى، فربما اكتنفه رجلان طويلان، فيمشي هو بينهما، فيطولهما، فإذا مشى وحده نسب إلى الربعة.
وروي عن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بقصيرٍ، ولا طويلٍ، فإذا جاء مع الناس، غمرهم.
253 - (قال: حدثنا بذلك يحيى بن سليمان بن أبي
الصفحة 6
512