كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 2)
فأنشأت فاطمة -رضي الله عنها- تقول:
سأطعمه الآن ولا أبالي ... وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعاً وهم أشبالي ... أصغرهما يقتل في القتال
بكربلاء يقتل باغتيال ... يا ويل للقاتل مع وبال
يهوي في النار إلى سفال ... وفي يديه غلٌّ من الأغلال
كبولة زادت على الأكبال ...
فأعطوه الطعام، ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القراح.
فلما كان في اليوم الثالث: قامت إلى الصاع الباقي، فطحنته، واختبزته، وصلى علي رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه، إذا أتاهم أسير، فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، تأسروننا، وتشدوننا، ولا تطعموننا؟! أطعموني؛ فإني أسير محمدٍ، فسمع عليٌّ رضي الله عنه، فأنشأ يقول:
أفاطم بنت النبي أحمد ... بنت نبيٍّ سيدٍ مسود
سماه الله فهو محمد ... قد زانه ربي بجيدٍ أغيد
هذا أسير النبي المهتد ... مثقلٌ في غله مقيد
يشكو إلينا الجوع قد تمدد ... من يطعم اليوم يجده من غد