كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 2)

الْأَرْبَعَاء تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالجامع الناصري من مَسْجِد الْقصب وَصلى عَلَيْهِ وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان وَكَانَت جنَازَته حافلة.
412 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشهَاب الْمَدْعُو بَرَكَات بن الشَّمْس الْمحلي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالخطيب / وَهُوَ كَاتب الْغَيْبَة لكَونه كَاتب غيبَة جمَاعَة الأشرفية بِمَكَّة. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة كالبرهاني بن ظهيرة وَولده والقضاة الثَّلَاثَة وَالْإِمَام الْمُحب الطَّبَرِيّ وَعبد الْمُعْطِي المغربي الْخَطِيب والمحب النويري فِي آخَرين من طبقتهم فَمَا دونهَا وَسمع عَليّ الشِّفَاء وَغَيره فِي سنة سبع وَتِسْعين وأدب الْأَبْنَاء وَرُبمَا كتب.
413 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُفْلِح الشهَاب الزبيدِيّ. / كَانَ رجلا صَالحا عابدا زاهدا ملازما لبيته لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا للْجُمُعَة ويتقوت هُوَ وَعِيَاله من نسخ الْمَصَاحِف وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد سِيمَا فِي آخر عمره بِحَيْثُ اشْتهر ذكره وَبعد وَصيته وَكَانَ يَحْكِي أَن وَالِده سَأَلَ إِسْمَاعِيل الجبرتي فِي الدُّعَاء لَهُ وَهُوَ طِفْل فَلَمَّا رَآهُ قَالَ هَذَا وَارِث ولآخرته حَارِث، سَمعه من صَاحب التَّرْجَمَة الْكَمَال مُوسَى الدوالي وَقَالَ أَنه كَانَ كَمَا تفرس فِيهِ الشَّيْخ فَإِنَّهُ كَانَت أَمَارَات الْخَيْر والفلاح عَلَيْهِ من صغره ظَاهِرَة، وَلم يزل على طَرِيقَته المرضية صلاحا وزهدا وورعا ومحاسن حَتَّى مَاتَ فِي أول دولة على بن طَاهِر سنة سِتِّينَ وَهُوَ مِمَّن شهد جنَازَته وَحمل نعشه بل وشهده الجم الْغَفِير وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع زبيد وَدفن بِجَانِب جده عَليّ رَحمَه الله.
414 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْفَقِيه الْعَالم الْمُفْتِي الشهَاب أَبُو عبد الله أَو قَالَ الْعَبَّاس حفيد قَاضِي الْقُضَاة الْمُوفق الْيَمَانِيّ النَّاشِرِيّ سبط عَم أَبِيه الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْحَاوِي وقرأه على كل من خَاله القَاضِي الطّيب وَالْجمال
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نَاصِر تلميذ ابْن الْمُقْرِئ وبرع فِيهِ وَصَارَ يستحضره فِي الوقائع ويستخرج مِنْهُ أَكثر الْفِقْه منطوقا ومفهما ثمَّ قَرَأَ الرَّوْضَة على أَولهمَا وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس فدرس وَأفْتى وقتا، وَكَانَ قد اشْتغل أَولا بالقراءات السَّبع وَقَرَأَ عِنْد أَخِيه الْمُقْرِئ عبد الله الْقرَاءَات وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ القراءت عَن الْعَفِيف النَّاشِرِيّ، ثمَّ عكف على الْحَاوِي فنقله فِي أسْرع مُدَّة، وَهُوَ جيد الْحِفْظ لَهُ مَعَ ذَلِك يَد طولى فِي الْجب والمقابلة وَمَشى على طَريقَة حَسَنَة من النّسك ولعبادة كأخيه وَمَات فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ

الصفحة 146