كتاب تراجم المؤلفين التونسيين (اسم الجزء: 2)

أبا جعفر أبقيت حيا وميتا … مفاخر في ظهر الزمان عظاما
رأيت على «زاد المسافر» عندنا … من الناظرين العارفين زحاما
فأيقنت أنه لو كان حيا لوقته … يحنّا (¬1) لما سمى التمام تماما
سأحمد افعالا لأحمد لم تزل … مواقعها عند الكرام كراما
قال الدكتور أحمد بن ميلاد: «وليست الكتب التي ذكرها ابن أبي أصيبعة كلها مجلدات بل أكثرها رسائل، وعبثا سميت كلها كتبا، ويدخلنا الشك في أن هذه التركة كلها من كد يمينه حسبما نفهمه من مؤرخه ابن أبي أصيبعة بل إن فيها قسطا من سخاء الأمير وجزيل عطائه يشهد به الطبيب نفسه في مقدمة كتابه «زاد المسافر» وخاتمته يؤيده شعره ويكذب الرواية التي ذكرها ابن أبي أصيبعة ومفادها أن ابن الجزار كان لا يركب إلى أحد من رجال أفريقية ولا إلى سلطانهم مع انه ذكر في الرواية نفسها أنه يركب يوم الجمعة من كل أسبوع إلى المهدية وينزل ضيفا على عم السلطان، وهل يعقل أن يحل بالقصر المجاور لقصر الأمير ولا يطلب المثول بين يديه لتقديم مراسم الطاعة والولاء وعبيد الله هو من هو إلا أن يفهم أنه لم يركب إلى رجال الدولة طوعا لمجالستهم والسهر معهم (تاريخ الطب العربي التونسي ص 49 - 50).

مؤلفاته:
1) أخبار الدولة، وهو في ظهور دولة العبيديين بالقيروان، وابتداء حكم عبيد الله المهدي، نقل منه ابن أبي أصيبعة فقرة في ترجمة إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، ونقل منه المقريزي في «اتعاظ الحنفاء» وهو من مؤلفاته المفقودة.
2) أبدال الأدوية، رسالة، اعتمده الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني التركماني صاحب اليمن في كتابه «المعتمد في الأدوية المفردة» (¬2) منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم 5636 (طب) بعنوان
¬_________
(¬1) هو يوحنّا بن ماسويه الطبيب، وكتاب التمام والكمال في الطب من تأليفه انظر اخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي ص 248 - 256.
(¬2) ط 2/ مصر 1370/ 1951 ص 1.

الصفحة 19