كتاب البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (اسم الجزء: 2)

النَّاس فِي تَرْجَمته أنه أحفظ النَّاس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم وَأطَال الثَّنَاء عَلَيْهِ وَوَصفه بأوصاف ضخمة وَقَالَ إنه فِي اللُّغَة امام وَله فِي الْفَرَائِض معرفَة وإلمام وَقَالَ الصفدي سمعنَا صَحِيح مُسلم على السَّيِّد تيجي وَهُوَ حَاضر فَكَانَ يرد على الْقَارئ فَيَقُول الْقَارئ مَا عندي إلا مَا قَرَأت فيوافق المزي بعض من حضر مِمَّن بِيَدِهِ نُسْخَة إما بِأَن يُوجد فِيهَا كَمَا قَالَ أَو يُوجد مضيفا عَلَيْهِ أَو فِي الْحَاشِيَة وَلما كثر ذَلِك مِنْهُ قلت لَهُ مَا النُّسْخَة الصَّحِيحَة إلا أَنْت
قَالَ وَلم أر بعد أَبى حَيَّان مثله فِي الْعَرَبيَّة خُصُوصا التصريف وَلم يكن مَعَ توسعه فِي معرفَة الرِّجَال يستحضر تراجم غير الْمُحدثين لَا من الْمُلُوك وَلَا من الوزراء والقضاة والأدباء وَقَالَ الذهبي كَانَ خَاتم الْحفاظ وناقد الْأَسَانِيد والألفاظ وَهُوَ صَاحب معضلاتنا ومرجع مشكلاتنا قَالَ وَفِيه حَيَاء وكرم وسكينة وَاحْتِمَال وقناعة وَترك للتجمل وانجماع عَن النَّاس وَمَات يَوْم السبت ثاني عشر صفر سنة 744 أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
يُوسُف بن شاهين الْجمال أَبُو المحاسن ابْن الْأَمِير أَبى أَحْمد العلائي قطلوبغا الكركي القاهري الحنفي

ثمَّ الشافعي سبط الْحَافِظ ابْن حجر ولد لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول سنة 828 ثَمَان وَعشْرين وثمان مائَة
وَسمع على جده أَبُو امهِ الْمَذْكُور كثيرا وعَلى الْبُرْهَان بن حصر والبدر بن الْقطَّان وَجَمَاعَة آخَرين وَقَرَأَ فِي الْفُنُون على أَبى الْجُود والجلال الْمحلى والرشيدي وأمعن فِي الطلب وَدَار على الشُّيُوخ وَكتب الْأَجْزَاء والطباق وصنف مصنفات مِنْهَا رونق الْأَلْفَاظ لمعجم الْحفاظ وتعريف الْقدر بليلة الْقدر

الصفحة 354