كتاب الملحق التابع للبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع

سبع وَسِتِّينَ سنة رَحِمهم الله وإيانا وَالْمُؤمنِينَ آمين
السَّيِّد على بن احْمَد ابْن الإِمَام الْقَاسِم

الْمولى على بن احْمَد ابْن الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْحسنى الْيُمْنَى مولده فِي سنة 1040 اربعين وَألف وَأخذ عَن عُلَمَاء عصره حَتَّى جمع الْفَضَائِل العميمة والمناقب الجليلة والخصال الْكَرِيمَة وَجمع بَين الْعلم والرياسة والشجاعة والبراعة والفراسة وَالْفضل وَالْأَدب والنفاسة وَتَحْقِيق الْعُلُوم أُصُولهَا وفروعها وآلاتها وَله شرح على الْبَحْر الزخار ومباحث جليلة ومسائل ورسائل وجوابات شافيه وَلما مَاتَ وَالِده فِي سنة 1066 سِتّ وَسِتِّينَ وَألف أَقَامَهُ المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل مقَام أَبِيه فَتَوَلّى صعدة وبلادها وساسها وضبطها مَعَ كَمَال واقدام وثبات ومهابة فِي الصُّدُور وجلالة فِي النُّفُوس وَكَانَ يصل من صعدة لزيارة عَمه الإِمَام المتَوَكل فيجله ويعظمه كثيرا وَلم يزل على هَذَا الْحَال الْجَمِيل حَتَّى رفع جمَاعَة آل المتَوَكل عَنهُ مُخَالفَته لإرادته فَرفع المتَوَكل يَده عَن بعض الْأَعْمَال ثمَّ عَزله بولده الْحسن بن المتَوَكل وَلم يبْق لَهُ فِي صعدة أَمر وَلَا نهي فحالف الْقَبَائِل وَكَانُوا يحبونه ونبذ طَاعَة عَمه المتَوَكل ودعا إِلَى الرِّضَا وَخرجت أَكثر الْقَبَائِل عَن طَاعَة الْحسن بن المتَوَكل وَلم يبْق للمتوكل الا السِّكَّة فِي جِهَة صعدة وَبعد وَفَاة المتَوَكل تَابع صَاحب التَّرْجَمَة الإِمَام المهدى احْمَد ابْن الْحسن بن الْقَاسِم وَتَابعه وَلما مَاتَ المهدى دَعَا صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى نَفسه دَعْوَة ثَانِيَة ثمَّ بَايع الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه مُحَمَّد بن المتَوَكل وَاسْتمرّ مُتَوَلِّيًا على بِلَاد صعدة وَبَايع بعد ذَلِك المهدى صَاحب الْمَوَاهِب ثمَّ لم يرض سيرته وَاعْتَرضهُ فِي أَشْيَاء ودعا إِلَى نَفسه وتلقب بالداعى وخطب لَهُ بِجِهَة

الصفحة 156