كتاب الملحق التابع للبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع

صعدة وَضربت السِّكَّة باسمه وَخرج فِي جموع كَثِيرَة لمحاصرة صنعاء وواجهت إِلَيْهِ جَمِيع الْبِلَاد وَفرق الْوُلَاة على الْبِلَاد ثمَّ جهز عَلَيْهِ المهدى صَاحب الْمَوَاهِب الْجنُود الْكَثِيرَة واستمال بعض من مَال إِلَى صَاحب التَّرْجَمَة بالأموال فَتَفَرَّقُوا عَنهُ فَرجع إِلَى صعدة فَتَبِعَهُ أَوْلَاد المهدى صَاحب الْمَوَاهِب إِلَيْهَا فَخرج عَنْهَا وَجَرت حروب آلت إِلَى رُجُوع صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى صعدة واستمراره على ولايتها وبلادها حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 1121 احدى وَعشْرين وَمِائَة وَألف رَحمَه الله وإيانا وَالْمُؤمنِينَ آمين
القاضى الشهير على بن احْمَد السماوى

القاضى الْعَلامَة جمال الْمُتَّقِينَ على بن احْمَد بن على السماوى الْيُمْنَى مولده فِي سنة 1031 إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَألف وَنَشَأ بِمَدِينَة ذمار وَأخذ عَن السَّيِّد احْمَد بن على الشامى وَالسَّيِّد احْمَد بن مُحَمَّد الحوثى والقاضى عبد الْوَاسِع العلفى والقاضى عبد الرَّحْمَن الحيمى والقاضى مُحَمَّد بن صَلَاح الفلكى وبرع فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف والأصولين والمساحة وشارك فِي علم الْمنطق ورسخ فِي المعارف وَكَانَ فِي غَايَة من الزّهْد والورع مواظبا على الطَّاعَات حليفا للمساجد فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَكَانَ يصلى الْفجْر وَيقْعد للذّكر بمصلاه إِلَى طُلُوع الشَّمْس ثمَّ يدرس فِي الْعُلُوم ثمَّ يدْخل إِلَى بَيته ليتناول الميسور من الطَّعَام من الشّعير أَو نَحوه وَيرجع إِلَى مَسْجده للتدريس وَالْقَضَاء بَين الْمُسلمين إِلَى آخر النَّهَار وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْعلمَاء الْأَعْلَام كالسيد الْحُسَيْن بن الْحسن ابْن الإِمَام الْقَاسِم والقاضى اسحق العبدى وَغَيرهمَا ووفد إِلَى مَدِينَة ذمار لملاقاة المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل فِي سنة 1079 تسع وَسبعين وَألف فَعَظمهُ المتَوَكل غَايَة التَّعْظِيم وَطلب مِنْهُ المعاونة فِي الْقَضَاء

الصفحة 157