كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 2)
283/ 4772 - "إِنَّ الله (¬1) تَعَالى جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّها قَلِيلًا ومَا بَقِي مِنْهَا إلا الْقَلِيلُ كالثَّغْب، شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقى كَدَرُهُ".
ك عن ابن مسعود - رضي الله عنه -.
284/ 4773 - "إِنَّ الله تعالى (¬2) جَعَل للمَعْرُوف وُجُوهًا منْ خَلقِهِ حَبَّبَ إِليهِمُ الْمَعْرُوفَ وَحَبَّبَ إِليهِمْ فِعَاله، وَوَجَّهَ طُلَّابَ الْمَعْرُوفِ إِليهِمْ، وَيَسَّرَ عَلَيهِمْ إِعطاءَهُ، كَمَا يَسَّرَ الْغيثَ إِلَى الأَرْضِ الْجَدْبَة لِيُحْيِيَها وَيُحْيَى بِهَا أهْلَهَا، وإنَّ الله - تَعَالى - جَعَلَ للمَعْرُوفِ أعداءً مِنْ خلقه، بَغَّضَ إِلَيهِم الْمَعْروُفَ وَبَقَّضَ إِليهِمْ فِعَالهُ، وَحَظَرَ عَليهِمْ إِعْطَاءَهُ كما يُحْظَرُ الْغَيثُ عَن الأرضِ الْجَدبَة لِيُهْلِكَهَا وَيُهْلِكَ بِهَا أَهْلَهَا، وَمَا يَعْفُو أكْثرُ (¬3) ".
ابن أبي الدنيا في قضاءِ الحوائج عن أبي سعيد.
285/ 4774 - "إِنَّ الله تعَالى جعَلَ للزرع حُرْمَةً: غلوَةً (¬4) بِسهْمٍ".
ق عن عكرمة مرسلًا.
286/ 4775 - "إِنَّ الله تعالى جَعَلَ الْعِلمَ قبَضات ثُمَّ بَثَّهَا في الْبلَادِ. فإِذا سَمعْتُمْ بعَالم قدْ قُبضَ مِن الأرْضِ فقدْ رُفِعَتْ قبْضةٌ، فَلا يَزالُ يُقْبَض حَتَّى لا يبْقى مِنْهُ شيءٌ".
الديلمى عن ابن مسعود.
¬__________
(¬1) الحديث في الصغير برقم 1710 - والثغب بفتح الثاء وسكون الغين الغدير الَّذي قل ماؤه - ورمز لصحته، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي.
(¬2) في الصغير برقم 1713 وفي مسند ابن أبي الدنيا عثمان بن سماك عن أبي هرون العبدى قال في اللسان عن العقيلي: حديثه غير محفوظ، وهو مجهول بالنقل ولا يعرف به، وقال الزين العراقي: رواه الدارقطني في المستجاد من رواية أبي هرون عنه وأبو هرون ضعيف؛ ورواه الحاكم من حديث على وصححه - ورواه أيضًا أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمى من حديث أبي باللفظ المذكور - وقد رمز له المؤلف في الصغير بالحسن.
(¬3) في قوله (وما يعفو كثير) وفي الظاهرية (وبالعفو أكثر).
(¬4) الغلوة: بفتح الغين المعجمة وسكون اللام: قدر رمية بسهم، ولعل المراد من الحديث أن يكون للزرع حمى بهذا المقدار حتَّى لا تتلفه السائمة عند رعيها.