كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 2)

شَهْرٌ) أشَدُّ بياضًا من اللبن وأحلى من العسل، فيه أقداحٌ من فضَّة وقوارِيرُ، من شَرِبَ منه كَأسَّا لم يَجِدْ عَطَشًا ولا غَرَثًا (¬1) حتى يُقْضى بينَ العبادِ، فيدخُلَ الجنّةَ".
طب عن ابن عمرو.
183/ 4368 - "أما بعدَ (¬2) ذاكم أَيُّها النَّاس ارْتَضِخُوا من الفَضْلِ -ارتضخ امرُؤٌ بصاعٍ ببعضِ صاعٍ، بقبضة (¬3)، بتمرة، بشقِّ تمرةٍ- إنَّ أَحدكم لاقى اللهِ، فقائِلٌ له: ألم أجْعَلكَ سَمِيعًا بصيرًا؟ ألم أَجْعلْ لَكَ مَالًا وولَدًا؟ فماذا قَدّمْتَ؟ فَيَنْظُرُ بَينَ يديه، ومِنْ خلفِهِ، وعن يمينه، وعن شمَاله، فلا يجدُ شيئًا -فلا يتَّقى النَّارَ إِلَّا بِوَجَهْهِ، فاتّقُوا النارَ ولو بشقِّ تمرة، فإِن لم تجدوا (¬4) فكلمة طيبةً- إني لا أخْشَى عليكم الفَاقَة، لَيَنَصُرَنَّكُم الله، ولَيُعْطِينَّكُمْ أوَ لَيُسَخِّرَنَّ لكم، حتى تسيرَ الظَّعينةُ (¬5) بينَ الحيرَةِ وَيثْرِبَ، إنَّ أخْوَفَ ما كانَ على ظعينها السَّرَقُ" (¬6).
حم، طب عن علي بن حاتم.
184/ 4369 - "أمَّا بَعْدُ: فما بالُ المُسْلِمَ يَقْتُلُ المسلمَ وهو يقول: إِنِّي مسلمٌ "أبي اللهُ عليَّ فيمَنْ قَتَل مُسْلِمًا".
طب عن عقبة بن مالك - رضي الله عنه -.
185/ 4370 - "أمَّا لِدنيَاكَ (¬7): فَإِذا صلَّيت الصُّبْحَ فَقُلْ بَعْدَ صلاةِ الصبح:
¬__________
(¬1) الغرث: بوزن العطش معناه الجوع وهو براء مهملة بعد غين معجمة مفتوحتين.
(¬2) الرضخ: العطاء القليل وفي مسند أحمد ج 4 ص 379 (أما بعد فلكم أيها الناس أن ترضخوا من الفضل، ارتضح امرؤ بصاع الخ).
(¬3) في سند أحمد زيادة (ببعض قبضة).
(¬4) في نسخة (قولة) - فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة.
(¬5) الظغينة: المرأة لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن.
(¬6) في النهاية 2/ 159 "وفي حديث على (ما تخاف على مطيتها السرق) السرق بالتحريك بمعنى السرقة"- والحديث في مسند أحمد 4/ 379 بلفظ (لينصرنكم الله وليعطينكم أو ليفتحن لكم حتى تسير الظعينة بين الحيرة ويثرب أو أكثر لا تخاف السرق على ظعينتها"- وفي نسخة قوله (إن أخوف ما يخاف) وفي تونس (السرق) بصورة تقرأ (السرقة) وهما بمعنى.
(¬7) الحديث في اليوم والليلة "باب ما يقول في دبر صلاة الصبح ص 46، 47 وهو يجيب رجلًا يقال له قبيصة قال: يا رسول الله علمنى شيئًا ينفعنى الله به في الدنيا والآخرة.

الصفحة 73