كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 2)

فإِنّهُ كذابٌ من ثلاثين كذابًا، يخرجونَ قَبْلَ الدَّجالِ، وإنّهُ ليسَ بلَدٌ لا يدخُلُهُ رُعْبُ المسيح إلا المدينةَ على كُلِّ نَقْبٍ من أنقابهَا مَلَكان يَذِّبَّانِ عنها رُعْبَ المسيح".
حم، طب، ك (¬1) عن أَبي بكرة.
190/ 4375 - "أما بَعْدُ أيُّهَا الناسُ فقدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ تَعْلَمُنّ والله لَيَضْعُفَنّ أحدُكم، ثُمَّ لَيدعَنَّ غَنَمَهُ، وليس لها راعٍ، ثُمَّ ليقولَنّ له ربُّه -ليس له ترجمان ولا حاجبٌ يَحْجُبُه دونَهُ- أَلم يأتِكَ رسولٌ بَلَّغَكَ، وآتَيتُكَ مالًا، وأَفضلت عليك، فما قَدّمْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَلَيَنْظُرُ يمينًا وشمالًا، فلا يرى شيئًا، ثم لَيَنْظُرَنّ قُدَّامَهُ، فلا يرى غيرَ جهنّمَ فمن استطاعَ أن يتقى وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفْعَلْ، ومن لم يجد فبكلمةٍ طيبةٍ، فإِن بها تُجزى الحسنة عشرةَ أمثالها إلى سبعِمائةِ ضَعفٍ، والسلام على رسول الله".
هناد عن أبي سلَمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: كانت أوَّلَ خُطبة خطبَهَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أنه قام فيهم: فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: فذكره.
191/ 4376 - "إِمَّا لا، فاصطبْر للفاقةِ؛ وأعِدَّ للبلاءِ تجفافًا (¬2) هو الذي بعثنى بالحقِّ لَهُما إلى من يُحِبُّنى أسْرعُ من هُبُوط الماءِ مِنْ رأس الجَبلِ إلى أسْفَله".
طب عن محمَّد بن إبراهيم بن غنمة الجهني - رضي الله عنه - عن أبيه عَن جدِّه.
(قال (¬3): خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ذات يوم فلقيه رجلٌ من الأنصار، فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمَّي إِنَّهُ ليسوؤنى. الذي أرى بوجهك، وعمَ هو؟ ، قال: فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لوجه الرجلِ ساعةً، ثم قال: الْجُوعُ فخرج الرجلُ يَعْدُو، أو شبيها بالعدو حتى أتى بَيتَهُ، فالتمسَ عندهم الطعامَ فلم يجد شيئًا فخرجَ إلى بني قُرَيظَة، فآجر نفسه على كلِّ دَلْوٍ ينزعُها تمرة، حتى جمع حَفْنَة أو كَفًّا من تمرٍ ثم رجع بالتمرِ حتى وجد
¬__________
(¬1) هكذا في مجمع الزوائد بلفظ مقارب 7/ 332 وهو في المستدرك ج 4 ص 541 وفي التلخيص للذهبي قال لم يسمعه طلحة بن عبد الله من أبي بكرة بل سمعة من عياض بن مسافع عن أبي بكرة.
(¬2) وفي هامش المستدرك للحاكم 4/ 331 (تجفافا بكسر تاء وسكون جيم شيء يلبس الفرس يقيه الأذى) وفي تاج العروس 6/ 59 (وفي الحديث: أعد للفقر تجفافا قال ابن الأثير: التجفاف ما جلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح).
(¬3) ما بين القوسين من هامش مرتضى.

الصفحة 75