كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 2)

واشتد القتال بين الجانبين، وصبر المسلمون صبراً كريماً، حتى قُتلوا عن آخرهم - كما يقول ابن حيّان - وكانت جنود الفرنج قد تكاثرت على المسلمين وعليه، وأحاطت بالمسلمين (1)، فاستُشهد يوم التروية (2) سنة اثنتين ومائة الهجرية (3)، أو أنّه استُشهد يوم عَرَفة (يوم الحج) من سنة اثنتين ومائة الهجرية (10 حزيران - يونيو سنة 721 م) (4).
ولم تستطع فلول الجيش الإسلامي العودة، إلاّ بفضل ما أبداه أحد كبار الجند - وهو عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي (5) - من الجهد، فقد أقامه العسكر رئيساً عليهم، فبذل الهمّة في جمع شتاتهم والتقهقر بهم، حتى عاد إلى الأندلس (6).
وسقط القائد المجاهد مضرّجاً بدمائه، فخسر روحه وربح الشهادة، وأصبح في عِداد القادة الشهداء.

الإنسان
_______
(1) نفح الطيب (3/ 15).
(2) يوم التروية: الثامن من ذي الحجّة، وفي رواية أنه استشهد يوم عرفة، أنظر البيان المغرب (2/ 26).
(3) ابن الأثير (5/ 489) والبيان المغرب (2/ 26) وابن خلدون (4/ 257)، وفي جذوة المقتبس (237)، أنه استشهد في ذي الحجة يوم التروية سنة ثلاث ومائة الهجرية، وكذلك في بغية الملتمس (316)، ومن الواضح أن صاحب البغية نقل الخبر من صاحب الجذوة، وجمهور المؤرخين يعتبرون استشهاده سنة اثنتين ومائة الهجرية.
(4) فجر الأندلس (245)، وفي دولة الإسلام بالأندلس (1/ 80): في 9 يونيو 721 م، وذكر أنّ معظم المصادر الأجنبية أن الموقعة كانت سنة 721 م (102 هـ) متفقة بذلك مع الرواية الإسلامية.
(5) أنظر سيرته في: جذوة المقتبس (274) وبغية الملتمس (365) والبيان المغرب (2/ 28) ونفح الطيب (3/ 15).
(6) نفح الطيب (3/ 15).

الصفحة 10