كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 2)

يوسف على وزيره وقتله، لما نُميَ إليه من أنه يحاول اغتياله بالسم بالتفاهم مع طبيبه يحيى بن الصائغ اليهودي، وزج الطبيب في السجن، ثم قتل بعد ذلك (1). واستأثر يوسف بالسلطة، وكتب إلى ملك قشتالة في طلب المهادنة والسلم، وأطلق سراح عدد من الفرسان النصارى الذين أسروا في بعض المعارك السابقة، وأرسلهم مكرمين إلى بلاط إشبيلية، فاستجاب ملك قشتالة إلى دعوته، وعقد السلم بين المملكتين.
وحاول محمد ولد السلطان يوسف الثورة ضد أبيه، إذ كان يؤثر أخاه الأكبر يوسف بمحبته وثقته، وقد اختاره لولاية عهده. وزحف بالفعل في أنصاره على الحمراء، ولكن محاولته أخفقت، وتفرّق الثوار حين برز إليهم سفير المغرب - وقد كان وقتئذٍ في القصر - وأنّبهم على مسلكهم، ونصحهم بالهدوء والاتحاد ضد النصارى (2).
وقام المسلمون في عهد يوسف بالإغارة على أراضي النصارى في أحواز مرسية ولورقة، وعاث الفرسان النصارى من جانبهم في فحص غرناطة (المرج) ( La Vega) فردّهم المسلمون وأوقعوا بهم هزيمة شديدة، ثم عاد الفريقان إلى التهادن والسلم.
وتوفي السلطان يوسف في أوائل سنة (797 هـ - 1394 م) بعد حكم قصير، لم يدم سوى ثلاثة أعوام وبضعة أشهر. وقيل: إنه توفى مسموماً على أثر مكيدة دبرها له سلطان المغرب أبو العباس المريني لإهلاكه، وذلك بأن أرسل إليه هدايا بينها معطف جميل منقوع في السم، فلبسه يوسف ومسّه أثناء ركوبه وهو عرقان، فسرى إليه السم وتوفي، وهي رواية تحمل ما لا يصدق (3).
_______
(1) الاستقصا (2/ 142).
(2) de la Dominacion de los Arabes en Espana; v. 111. p. 169.
(3) Conde: ibid; v. 111. p. 171، وانظر الاستقصا (2/ 142) حيث يردد هذه الرواية نقلاً عن مصدر إسباني. Historia: Conde

الصفحة 182