كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 2)

الإسلامية الصغيرة، قد استطالت أكثر مما كانت تقدِّره إسبانيا النصرانية. وكانت مملكة قشتالة في تلك الآونة بالذات، تشغل بمنازعاتها الداخلية، ومضى زهاء ربع قرن آخر قبل أن تتحد إسبانيا النصرانية في مملكة قوية موحدة. وقد كانت خلال الأحداث التي توالت عليها في تلك المدة، تجيش دائماً بنزعتها الصليبية المأثورة. فلما تحققت الوحدة، واستقرت الأحوال، واجتمعت الموارد، أخذت فرصة القضاء الأخير على المملكة الإسلامية الصغيرة، تبدو لخصيمتها القوية إسبانيا النصرانية، في الأفق قوية سانحة (1).
_______
(1) نهاية الأندلس (146 - 155).

الصفحة 199