كتاب قادة فتح الأندلس (اسم الجزء: 2)

المسلمة موجة عارمة من الغزو النصراني، فسقطت قواعد المسلمين التالية بيد النصارى: جزيرة ميورقة (627 هـ - 1229 م)، وأبّدة (631 هـ - 1233 م)، ثم قرطبة (633 هـ - 1236 م) وبياسة وإستجة والمدور (634 هـ - 1237 م) وبلنسيهّ (636 هـ - 1238 م) وشاطبة ودانية (638 هـ - 1240 م) ولقنت وأوريولة وقرطاجنة (640 هـ - 1242 م) ومرسية (641 هـ - 1243 م) وجيان (644 هـ - 1246 م)، ثم إشبيلية (646 هـ - 1248 م). واجتاحت غرب الأندلس في الوقت نفسه موجة مماثلة من الغزو النصراني، فسقطت بطليوس (626 هـ - 1228 م) وماردة (628 هـ - 1230 م) وشلب (640 هـ - 1242 م) وشنتبرية الغرب (647 هـ - 1249 م) وولبة (655 هـ - 1257 م)، ثم سقطت قادس (667 هـ- 1262 م)، وتلتها شريش (663 هـ - 1264 م). وهكذا لم يَأت منتصف القرن السابع الهجري - القرن الثالث عشر الميلادي - حتى كانت ولايات الأندلس الشرقية والوسطى كلها قد سقطت في يد إسبانيا النصرانية، ولم يبق من الدول الإسلامية في الأندلس، سوى بضع ولايات صغيرة في طرف إسبانيا الجنوبي (1).

مملكة غرناطة
وأخذت الأندلس عندئذ، تواجهه شبح الفناء مرةً أخرى من جديد، وطافت بالأمة الأندلسية المسلمة التي احتشدت يومئذ بالجنوب الأندلسي، في بسيطها الضيِّق، ريح التوجّس والفزع، وعاد النذير يهيب بالمسلمين، أن يغادروا ذلك الوطن الذي يهدد مصيرهم بالخطر، والذي يتخاطف العدو أشلاءه الدامية، وسرى في الأمة الأندلسية شعور عميق بمصيرها المحتوم.
ولكن شاء القدر، أن يرجأ هذا المصير بضعة أجيال أخرى، وشاء أن يسبغ
_______
(1) محمد عبد الله عنان - نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين (12 - 16) ط2 القاهرة - 1378 هـ.

الصفحة 95