كتاب الأشباه والنظائر لابن الملقن ت الأزهري (اسم الجزء: 2)

البصري (¬1) إلى منعه.
ثم منهم من منع مطلقًا؛ يعني أنه لا يجوز أن يراد باللفظ [المشترك] (¬2) كل واحد من مفهوميه معًا، نظرًا إلى الإرأدة والوضع، كما لا يجوز أن يراد بالمؤمنين المؤمنون والمشركون.
وأما الغزالي، وأبو الحسين البصري، وغيرهما فقالوا: إنما يمتنع ما يرجع إلى الوضع، ويجوز أن يحمل على مفهوميه معًا، نظرًا إلى الإرادة، ولا استحالة (¬3) في إرادتهما، لكن يلزم منه مخالفة الوضع، ويضاهيه من الفقه (¬4) صور:
- منها: لو وقف على مواليه، وله موال من أعلى وموال من أسفل.
قلت: الأصح في "التنبيه"، و"المنهاج": أنه يقسم بينهما.
- ومنها: لو قال لعبده: إن رأيت عينًا (¬5) فأنت حر، فرأى [أحد] (¬6) أفراد العين (¬7).
قال الإمام: فيه تردد، والوجه أنه يعتق (¬8)، وكان السبب في عدم الحمل على
¬__________
(¬1) هو أبو الحسين محمد بن علي بن الطيب، البصري المعتزلي نزيل بغداد له من التصانيف: "تصفح الأدلة في أصول الدين"، "شرح الأصول الخمسة"، "كتاب الإمامة"، "المعتمد في الأصول"، توفي سنة (436 هـ)، انظر: "هدية العارفين" (2/ 56).
(¬2) سقطت من (ق).
(¬3) في (ن) و (ق): "والاستحالة".
(¬4) في (ق): "العقد".
(¬5) والعين: لفظ مشترك في اللغة يراد به: آلة البصر، وعين الماء، وعين الشمس والعين الجارية، وعين الشيء نفسه، والجاسوس، انظر: "المصباح المنير" (ص: 261).
(¬6) من (ك).
(¬7) في (ق): "فرأى أحدهما أفراد العقد".
(¬8) أي: بما يراه من العيون، ولا تشترط رؤية الجميع.

الصفحة 536