كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

* ثم الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: (القبة)، أصلها من البناء، وشبه الأديم وغيره به، والجمع قُبَب وقِباب، وبيت مقبب: جعل فوقه قبة، وهودج مقبب أيضا، والأدم: جمع أديم، وهو مثل أَفيق، وأَفَق، والأَفيق: الجلد الذي يتم دباغه (¬1).
وقال الأصمعي: الأَفيق: الجلد إذا دبغغ قبل أن يخرز، وهما من الجموع النادرة -أعني: أدما وأَفَقًا-، وقد جمعوهما -أيضا- على (أَفْعِلَتة)، فقالوا: أديم وآدمة، وأفيق وآفقة؛ كرغيف وأرغفة.
قال الجوهري: وربما سمي وجه الأرض أديما، وأنشد: [المنسرح]
يَوْمًا تَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ ... عَصْبِ ويَوْمًا أَدِيمُهَا نَغِلَا (¬2)
وعمود وعَمَد، كأفيق وأفق.
الثاني: قوله: «فخرج بلال بوضوء»؛ أي: خرج من القبة، ومعه فضل الماء الذي توضأ به عليه الصلاة والسلام.
¬__________
= و «تهذيب الكمال» للمزي (31/ 132)، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي (3/ 202)، وت «الإصابة في تمييز الصحابة» لابن حجر (6/ 626)، و «تهذيب التهذيب» له أيضا (11/ 145).
(¬1) في (ق): "دباغته".
(¬2) البيت للأعشى، كما في «ديوانه» (ص: 233). وانظر: «الصحاح» للجوهري (5/ 1858)، (مادة: أدم).

الصفحة 27