كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

الحركات الثلاث مع الياء والواو (¬1)، وهي مبنية؛ لخروجها عن نظائرها من ظروف المكان؛ إذ لا تضاف؛ أعني: حيث، إلا للجمل غالبا، بخلاف سائر ظروف المكان، فإنها تضاف للمفردات، وبنيت على حركة؛ للاتقاء الساكنين، وكانت الحركة ضمة؛ لأنها حركة لا تكون لها في (¬2) حال إعرابها، وأما الكسر، فعلى أصل التقاء الساكنين، على ما هو مقرر في كتب النحو، وأما الفتح، فطلب للتخفيف؛ لأن قبل الآخر ياء، والله أعلم.
وقوله: «حيث كان وجهه»؛ أي (¬3): إلى القبلة، وغيرها.
الرابع: قوله (¬4): «يومئ برأسه»؛ أي: يشير به للركوع والسجود؛ إذ لا يسجد على الراحلة، وهذا بخلاف السفينة؛ فإنه يستدير معها حيث استدارت؛ لإمكان ذلك فيها؛ بخلاف الراحلة، هذا هو المشهور من مذهبنا، وقال ابن حبيب: هما سيان؛ أعني: الراحلة، والسفينة.
ولتععلم: أتن التنفل على الراحلة مشروط بسفر تقصر فيه الصلاة، ولا يجوز ذلك في السفر القصير، وهو الذي لا تقصر فيه الصلاة
¬__________
(¬1) انظر: «تحرير ألفاظ التنبيه» للنووي (ص: 43).
(¬2) "في" ليست في (ق).
(¬3) "أي" ليست في (خ).
(¬4) في (ق): "وقوله".

الصفحة 51