كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

* الكلام على الحديث من وجوه:
الأول: قوله: «بينما الناس»: اعلم: أن (بينما) ظرف زمان منتصب بجوابه، على ما سييبين.
والأصل: (بين) زيدت عليه (ما)؛ لتكفه عن خفض ما بعده، وإضافته إليه، والجملة الواقعة بعده لا موضع لها من الإعراب، ودليل أن (ما) كافة: أن العرب لم تخفض ب (بينما) في موضع من المواضع، فإذا قلت: بينما وزيد قائم، قام عمرو، كان الناصب لـ (بينما): قام، والجملة من قولك: زيد قائم، لا موضع لها من الإعراب.
ولتعلم: أنه يجوز أن تتلقى (بينما) بـ (إذ)، و (إذا)، فتقول: بينما زيد قائم، إذ قام عمرو؛ كما في الخديث، وبينما الحياة، إذ الموت.
قال الشاعر: [البسيط]
فَبَيْنَمَا الْعُسْرُ إِذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ
¬__________
= * مصَادر شرح الحَدِيث:
«الاستذكار» لابن عبد البر (2/ 451)، و «عارضة الأحوذي» لابن العربي (2/ 138)، و «إكمال المعلم» للقاضي عياض (2/ 448)، و «المفهم» للقرطبي (1/ 127)، و «شرح مسلم» للنووي (5/ 10)، و «شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (1/ 189)، و «العدة في شرح العمدة» لابن العطار (1/ 395)، و «فتح الباري» لابن رجب (2/ 320)، و «النكت على العمدة» للزركشي (ص: 78)، و «فتح الباري» لابن حجر (1/ 506)، و «عمدة القاري» للعيني (4/ 147)، و «كشف اللثام» للسفاريني (2/ 208)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (2/ 176).

الصفحة 56