كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

لا يكون إمامًا من حَدَّثَ بكلِّ ما سمعَ (¬1) (¬2).
قلت: وسمعت شيخَنا أبا علي البجَّائي (¬3) -رضي الله عنه- يقول: قيل (¬4): إنما جُعل لك لسان واحد، وأذنان (¬5)؛ ليكون ما تسمع أكثرَ مما تقول.
ويقال: لو كان الكلامُ من فضة (¬6)، لكان السكوتُ (¬7) من ذهب.
وحكي عن مالك -رضي اللَّه عنه-: أنه قيل له في مرضه الذي مات فيه (¬8): أَوصني (¬9)، فقال للسائل: إن شئتَ جمعتُ لك علمَ العلماء، وحكمَ الحكماء، وطبَّ الأطباء، في ثلاث كلمات:
أما علم العلماء: فإذا سُئلتَ عما لا تعلم، فقل: لا أعلم.
¬__________
(¬1) "وقال بعض السلف: لا يكون إمامًا من حدث بكل ما سمع" ليس في "ق".
(¬2) رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 109)، عن عبد الرحمن بن المهدي. وانظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 91).
(¬3) في "ق": "البخاري".
(¬4) "قيل" ليس في "ت".
(¬5) في "ت": "إنما جعل اللسان واحد والأذنان أثنان".
(¬6) في "ق": "الفضة".
(¬7) في "ت": "السكات".
(¬8) في "ت": "منه".
(¬9) "أوصني" ليس في "ت".

الصفحة 572