كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

ق: وأما إنفاقُه في ملاذِّ الدنيا، وشهوات النفس، على وجه لا يليق بحال المنفِق وقدرِ مالِه، ففي كونه إسرافًا خلاف؛ والمشهور: أنه إسراف.
وقال (¬1) بعض الشافعية: ليس بإسراف؛ لأنه تقوم به مصالح البدن وملاذُّه.
وهو غير صحيح، وظاهر القرآن يمنع ذلك (¬2).
قلت: كأنه يريد: قولَه تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31]، ويحتمل أن يريد: قولَه تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء: 26] الآية.
وظاهر السنة -أيضًا- كذلك، قال -عليه الصلاة والسلام (¬3) -: "حَسْبُ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ" الحديث (¬4)، وغيره مما في معناه.
ولا أعلم خلافًا بين العلماء أن التقلُّلَ (¬5) من شهوات الدنيا خيرٌ
¬__________
(¬1) في "ت": "وقد قال".
(¬2) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 91).
(¬3) في "ت": "قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(¬4) رواه الترمذي (2380)، كتاب: الزهد، باب: ما جاء في كراهية كثرة الأكل، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (3349)، كتاب: الأطعمة، باب: الاقتصاد في الأكل وكراهة الشبع، من حديث المقدام بن معد يكرب -رضي اللَّه عنه-.
(¬5) في "ق": "التقليل".

الصفحة 574