كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لقمان: 14]، شرك اللَّه -تعالى- الأمَّ والولد (¬1) منها في رتبة الوصية بهما، ثم خصص الأم بذكر درجة الحمل، وبدرجة ذكر الرَّضاع، فتحصل (¬2) للأم ثلاثُ مراتب، وللأبِ واحدة، فكان (¬3) الحديث كالآية، فاعرفه.
فائدة: أمهاتُ: جمعُ أُمَّهَة، قال الشاعر: [الرجز]
أُمَّهَتي خِنْدِفُ وَاليَأسُ أَبِي
أي: أُمِّي (¬4)، إلا أن الفرق بين أمهة وأمّ: أن أمهة إنما تقع غالبًا على مَنْ يعقل، وقد تستعمل في غير العاقل، وذلك قليل جدًا، وأُمٌّ تقع على مَنْ يعقل، وعلى ما لا (¬5) يعقل (¬6).
الرابع عشر: قوله: "ووأد البنات"، الوأدُ: عبارةٌ عن دفن الحيِّ، يقال: وَأَدَ بِنْتَهُ (¬7) يَئِدُهَا وَأْدًا، فهي موءودة، وكانت كِنْدَةُ تَئِدُ البنات (¬8)،
¬__________
(¬1) في "ت": "الوالد".
(¬2) في "ت": "فحصل".
(¬3) في "ت": "وكان".
(¬4) في "ق": "أي أبي".
(¬5) في "خ": "وما لا".
(¬6) انظر: "المحكم" لابن سيده (4/ 363).
(¬7) في "ق": "وأديته".
(¬8) "الوأد: عبارة عن دفن الحي، يقال: وأد بنته يئدها وأدًا، فهي موءودة، وكانت كندة تئد البنات" ليس في "ت".

الصفحة 581