كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)
على ذلك، ولم يقلْ لهم: أنتمُ أفضلُ منهم لصبركم (¬1) على فقركم، بل علَّمَهم (¬2) ما يقوم مقامَ تلك الزيادة التي فَضَلَهم الأغنياءُ بها، فلما قالها الأغنياء، ساوَوْهُم فيها، وبقي معهم (¬3) راجِحِيَّة القُرَب المالية، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "ذلكَ فضلُ اللَّه يؤتيه مَنْ يشاء".
وقد تأول الشيخ أبو طالب المكيُّ رحمه اللَّه قوله -عليه الصلاة والسلام- "ذلكَ فضلُ اللَّه يؤتيهِ مَنْ يشاءُ" (¬4) تأويلًا لا يتبادر إليه (¬5) الذهن، ومعناه: أنكم فَضَلْتم الأغنياء، أو (¬6) ساويتموهم، وإن لم تكن لكم قُرُباتُ (¬7)، وذلك بفضل اللَّه تعالى.
وبالجملة: فالخلافُ في هذه المشكلة شهير (¬8) جدًا، والكلام عليها مبسوط في كتب التصوف بعد أن تعلم: أن الذي عليه الجمهورُ من الصوفية؛ أن الفقيرَ الصابرَ أفضلُ من الغني الشاكر.
¬__________
(¬1) في "ت": "بصبركم".
(¬2) في "ت": "علمتم".
(¬3) في "ت": "وبقيت" بدل "بقي معهم".
(¬4) "وقد تأول الشيخ أبو طالب. . . " إلى هنا، ليس في "ت".
(¬5) في "ق": "إلى".
(¬6) في "ت": "و".
(¬7) في "ت" زيادة: "أموال".
(¬8) في "ت": "كثير".