كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

الصابر؛ لأن مدار الطريق على تهذيب النفس ورياضتها، وذلك مع الفقر أكثرُ (¬1) منه مع الغِنى، فكان أفضلَ بمعنى: أشرفَ (¬2).
الرابع: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "تُدركون به مَنْ سبقكم": السبقيةُ هاهنا يحتمل أن تكون (¬3) في الفضيلة على مَنْ لا يعمل هذا العمل، وهو الأظهر، واحتمل (¬4) أن تكون (¬5) في الزمان، وكذلك البَعْدية، واللَّه أعلم.
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم" يدلُّ على ترجيح هذه الأذكار على فضيلة المال، وعلى فضيلة غيرها من الأذكار، وفي تلك الرواية تعليم كيفية هذا الذكر.
ع: ما معناه: أن الإفراد أولى من تأويل أبي صالح؛ يعني: أن يقول كلَّ واحدة من هذه الكلمات مستقلة ثلاثًا وثلاثين أفضلُ من جمعها؛ كما تأوله أبو صالح (¬6).
¬__________
(¬1) في "ت": "أعظم".
(¬2) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 95).
(¬3) في "ت": "يكون".
(¬4) في "ت": "ويحتمل".
(¬5) في "ت": "يكون".
(¬6) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 547). قال الحافظ في "الفتح" (2/ 329): ورجح بعضهم الجمع؛ للإثبات فيه بواو العطف. قال الحافظ: والذي يظهر أن كلًا من الأمرين حسن، قال: إلا أن الإفراد يتميز بأمر =

الصفحة 591